على أن القرآن مس أشياء كثيرة .. لو كان هذا كلاما من عند غير الله ما غامر من يقوله في أن يمس هذه الأشياء .. الحديث عن الأجنة في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة المؤمنون:
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) [سورة المؤمنون]
ما الذي يجعل محمدا عليه السلام يقتحم قضية غيبية .. ويقولها في القرآن الكريم وهي قضية يمكن أن تهدم الإيمان من أساسه .. فالقرآن كلام الله المتعبد بتلاوته ولا تغيير فيه ولا تبديل إلى يوم القيامة .. ماذا يمكن أن يحدث مع تقدم العلم .. لو ظهر أن هذا الكلام غير صحيح ؟ وكيف يمكن لقضية الإيمان أن تستمر ؟ ولماذا يخاطر محمد عليه السلام في شئ غيبي كهذا ؟ لم يطلب أحد منه أن يتحدث عنه .. أو أن يتحداه فيه .. ولكن لأن الخالق هو الله .. والقائل هو الله .. جاء الحديث عن الأجنة في القرآن قبل أن يصل إليه العلم .. ثم اكتشف العلم صحة كل كلمة في القرآن .. إنه تحد .. وتحد من الله سبحانه و تعالى ..