أولا : العلم
============
العلم شرط أساسي لنجاح الحوار وتحقيق غايته، وبدونه لا ينجح حوار، ويهدر الوقت ويضيع الجهد.
فيجب على المحاور ألا يناقش في موضوع لا يعرفه، ولا يدافع عن فكرة لم يقتنع بها، فإنه بذلك يسيء إلى الفكرة والقضية التي يدافع عنها، ويعرض نفسه للإحراج وعدم التقديروالاحترام.
=================================
ثانيًا : البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع الاتفاق
==================================
بين كل متناظرين مختلفين حد مشترك من النقاط المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان، والمحاور الناجح هو الذي يظهر مواطن الاتفاق . والبدء بالأمور المتفق عليها يساعد على تقليل الفجوة، ويوثق الصلة بين الطرفين، ويعيد الحوار هادئًا هادفًا.
أما إذا كان البدء بذكر مواضع الخلاف وموارد النزاع فإن فرص التلاقي تقل، وفجوة الخلاف تتسع، كما أنه يغير القلوب، ويثير النفوس للغلبة دون النظر إلى صحة الفكرة.
فالبدء بالنقاط المشتركة يساعد على تحرير محل النزاع، وتحديد نقطة الخلاف، ويفيد في حسن ترتيب القضايا والتدرج في معالجتها.
=================
ثالثًا : التدرج والبدء بالأهم
=================
إن المحاور الناجح هو الذي يصل إلى هدفه بأقرب طريق، ولا يضيع وقته فيما لا فائدة منه، ولا علاقة له بأصل الموضوع، فمعرفة الأهم والبدء به يختصر الطريق.
وأوضح الأمثلة على ذلك بدء الأنبياء - صلوات الله عليهم وسلامه - بأهم قضية اعبدوا الله مالكم من إله وأكبر غاية، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له الأعراف : ٩٥،٦٥،٧٣،٨٥ >. قالها نوح وهود وصالح وشعيب عليه السلام. > غيره
ومع التأكيد على هذا الأدب - البدء بالأهم - فقد يحتاج المحاور إلى أن يتدرج ويتنازل مع خصمه، ويسَلم له ببعض الأمور تسليمًا مؤقتًا حتى يصل إلى القضية الأم والمسألة الأهم.
ومن نماذج هذا الأسلوب ما اتبعه إبراهيم مع قومه ليصل بهم إلى التوحيد وإبطال وهذا على فلما جن عليه الليل رأى كوكبًا قال هذا ربي : الشرك، كما قال سبحانه فبطلت فلما أفل قال : لا أحب الآفلين - وجه التنزل مع الخصم، أى ربي - بزعمكم عبادة الكواكب، ثم فعل مثل ذلك لما رأى القمر ولما رأ ى الشمس حتى وصل بهم إلى حد إبطال ماهم عليه من الشرك.
==========
رابعًا : الدليل
==========
إن أهم ما ينجح الحوار : الدليل، ولابد من إثبات صحة الدليل، كما قيل : "إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيًا فالدليل ". ولا يحسن بالمحاور أن يستدل بأدلة ضعيفة أو حجج واهية. فدليلان قويان لا يمكن الرد عليهما أفضل من سوقهما مع ثلاثة أدلة أخرى يمكن الأخذ والرد فيها، إذ ربما يستغلها الطرف الآخر، فيضعف الفكرة ويسيء إلى موقف صاحبها بسبب الأدلة الضعيفة.
ومتى وجد الدليل وثبتت صحته، فلابد من صحة دلالته على المطلوب، ولابد من ترتيب الأدلة حسب قوتها وصراحتها في الدلالة على المقصود.