خامسًا : ضرب الأمثلة
=================
إن المحاور الناجح هو الذي يحسن ضرب الأمثلة، ويتخذها وسيلة لإقناع محاوره، إذ أن الأمثلة الجيدة تزيد المعنى وضوحًا وبيانًا.
ولما للأمثلة من دور كبير في تقريب المعاني والإقناع بها، فقد اعتنى القرآن بها كثيرًا، وأشار إلى أهميتها وبيان هدفها "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون" < إبراهيم : ٢٥ > ." ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون" . <الحشر: ٢١>
===================
سادسًا : العدول عن الإجابة
====================
إن الأصل في الحوار الناجح أن يبنى على الإخلاص والتجرد للحق والصدق والوضوح، ولكن قد تتعذر هذه الصفات في الخصوم، فقد يكون الخصم يهوى الجدال والمراء، ويقصد إضاعة الوقت والتهرب من الحوار الجاد، وقد يلقي أسئلة لا قيمة لها ولا تفيد شيئًا بالحوار.
ففي مثل هذه الأحوال يعدل المحاور الناجح عن الجواب المباشر للسؤال المطروح، إلى جواب مفيد مهم .
==============================
سابعًا : الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ
==============================
إن من أهم الآداب والصفات التي يتميز بها المحاور الصادق، أن يكون الحق ضالته، فحيثما وجده أخذه، والعاقل هو الذي يسلم بخطئه، ويعود إلى الصواب إذا تبين له، ويفرح بظهوره، ويشكر لصاحبه إرشاده ودلالته إليه. والتسليم بالخطأ صعب على النفس، خاصة إذا كان في مجمع من الناس، فهو يحتاج إلى تجرد لله وصدق وإخلاص، وقوة وشجاعة.
=================================
ثامنًا : التحدي والإفحام وإقامة الحجة على الخصم
=================================
إن الهدف من الحوار هو الوصول إلى الحق، فعلى المحاور أن يتجنب أسلوب الإفحام والإسكات، لأنه يترك في نفس المحاور حقدًا وغيظًا وكراهية. ولكن يلجأ المحاور إلى التحدي والإفحام مع من استطال وتجاوز حدود الأدب، وطغى وظلم وعادى الحق وكابر مكابرة بينة ولجأ إلى الاستهزاء والسخرية، ونحو ذلك. "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"<النساء : ١٤٨> وفي مثل هؤلاء جاءت الآية الكريمة.
ولما أمر الله سبحانه بالتلطف في المناقشة - حتى مع الكفار - استثنى حالة إذا ما ظلموا وبغوا، فلا ينفع معهم الرفق واللين، بل يستعمل معهم الغلظة والشدة "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم".< العنكبوت: ٤٦ >